18 - 06 - 2024

عجايب غراب أبيض | الله أكبر فوق كيد "مارك"

عجايب غراب أبيض | الله أكبر فوق كيد

حتى قبل يومين، لم أكن أعلم بأن "الله أكبر" من الكلمات المحظورة المجرمة الحرام في شرع  السلطان"مارك". كتبت تدوينة من كلمات معدودة تتضمن عنواني النشيد الوطني لبلدي مصر تعاقبا في سنوات جيلي: "الله أكبر" و"بلادي بلادي"، فعاجلني سياف "الفيس بوك" بأقصى وأقسى عقوبة حظر مررت به.

 عدت وكتبت عبارة: "أنا اتحظرت بسبب نشر الله ... أكبر"، فعاد السياف، قاطع الكلمات مع رؤوس الأقلام و الأفكار، ومنعها من النشر كسابقتها. وهكذا فكرت في قائمة ممنوعات "تابوهات" تطول من ذكر "الصهيونية" و"المقاومة" و"حماس" إلى غيرها، وحبل مشانق الكلمات ومفرق الحروف يطول.

 أتعجب وأسخر لأن "الله أكبر" تتردد خمس مرات يوميا في مساجد الولايات المتحدة وأوروبا وأنحاء الغرب والشرق، بلا اعتراض أو محاكم تفتيش أو حملات مداهمة. وأطرح سؤالا فلسفيا عميقا: هل دوما الشر قرين الغباء؟.

أقول وسأكرر "الله أكبر"، وأنا ممن لايؤمنون باستغلال الأديان أو الوطنيات أو حتى الاشتراكية والإتجار بأيها سياسيا ولتضليل الناس وخداعهم. ويعلم عني كل من كتبت له مخاطبة في العمل أو بمختلف مرافق الدولة المصرية بأنني أتجنب كتابة استهلال "بسم الله الرحمن الرحيم"، ودافعي هو إعلاء المواطنة وتجنب الكشف عن هويتي الدينية، وتنزيه الأديان عن حوائج الدنيا.

 أقول: يا مولانا "مارك": ارحم وارفع سيفك عن أعناق الكلام المباح، ولا تكن "كالحجاج" و"هتلر" و"بن لادن" و"الزرقاوي" ولا تتشبه بزميلهم "نيتا.. نياهو". 

وعجايب!
-------------------------
بقلم: كارم يحيى 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | الأشجار تبكي دما





اعلان